الناشط الميداني مازن حاج عيسى - إزالة الألغام
15/04/1983 | إحدى قرى محافظة إدلب
تعلّم مازن بشكل ذاتي فنّ اقتلاع الألغام الأرضية التي يزرعها جيش المجرم بشار الأسد في الأشهر الأخيرة بمحاذاة الحدود السورية التركية, بغية منع تدفق اللاجئين السوريين الفارّين من بطش النظام إلى الأراضي التركية, حصدت هذه الألغام عشرات الأرواح وسببت عشرات الإصابات.
ساهم مازن حاج عيسى مع فريق من السوريين المتطوعين بإزالة ما يقارب 300 لغم مضاد للأفراد مزروعة على الحدود.
قام مراسل قناة سي إن إن الأمريكية بعمل تقرير مصور عن حياة المخيمات داخل تركيا, وإجراء مقابلة مصوّرة مع الناشط مازن. فمازن أصبح لديه الكثير من الخبرة حتى بمجرد النظر إلى التراب ليعرف فوراً أن أحد شياطين الأسد قد زرع لغماً وسط الطريق.
الهدف من وضع تلك الألغام هو إصابة أكبر عدد من السوريين الفارين من بطش النظام إلى تركيا. وقد تسببت تلك الألغام بإصابات بالغة وأحياناً مميتة لكثير من النازحين. الكل يلجأ لمازن أو لأحد أعضاء فريقه عند الرغبة بالعبور من سوريا لتركيا عبر محافظة إدلب من جهة جبل الزاوية (على ما أعتقد). فشياطين الأنس الأسدية, تعيد زرع الألغام في جميع الطرق, حتى بعد أن ينظفها مازن. فمعركته معهم مستمرة, كما هي العادة بين أية معركة بين الخير والشر. وفي كل مرة يخاطر مازن بحياته من أجل تأمين الطريق لنازحين, أو مصابين, أو مراسلين, أو لأفراد الجيش الحر.
أدوات مازن هي سيخ كباب , وقلب كالصخر, وإرادة كالجبل في ثباتها وإيمان بالله وبالواجب. لا يدري مازن ماذا يفعل بالألغام التي يجمعها, ولكنه يخزنها بالغابة في أمكنة آمنة مؤقتاً. فهو وأصدقائه قد أزالوا أكثر من 300 لغم لحد الآن.
لو لم يكن لتقرير سي إن إن هذا, لما عرف معظمنا بقصة مازن. فمازن يفعل ما يفعله, لا من أجل اللايكات, ولا من أجل خطف عناوين الصحف, ولا من أجل مؤتمر صحفي أو منصب ضمن صفوف المعارضة. بل يفعل هذا, لأن هذا هو ما يفعله الثوار الحقيقيون. أما الباقي....
أمامك مازن, نحني بإجلال, فبينما نتكلم عن الثورة, أنت تفعل الثورة. أمثالك هم أساتذتنا بالثورة, ولأجل أمثالك سينصرنا الله. فكيف لشعب أن يهزم وفيه أمثالك؟
مازن حاج عيسى مصاب إخوتي. لقد انفجر لغم بمجموعته يوم السبت 12/05/2012 بينما كانوا ذاهبون لمرافقة مجموعة من النازحين. اثنين من أصدقائه إصاباتهم بليغة, نسأل الله عز وجل أن يشفيهم قريبا, فلقد خسروا أقدامهما. إصابات مازن قليلة وهو بخير والحمد لله, وهو ينتظر معافاته فقط ليستطيع السير, حتى يعود إلى الحقول لينشر الخير و يمنع شياطين الأسد من تحويلها لحقول قتل شيطاني سوداء, كتاريخهم.